وفاء حميد
توفي خضر عدنان، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، في سجن إسرائيلي بعد إضراب عن الطعام ، وكان عدنان قد بدأ الإضراب الخامس عن الطعام فور اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية في منزله في عرابة بالقرب من مدينة جنين في /5 / شباط.
الشيخ عدنان لم تكن سابقته الأولى في معركة الإضراب عن الطعام وإن كانت أطولها .
عاش الشيخ خضر عدنان حياة المقاوم الصنديد العنيد خلف حقوقه بصلابة وشراسة، وعاش مؤمنا برسالته ، حاملا على عاتقه لواء الدفاع عن الشعب الفلسطيني .
فلا عجب أن نرى هذا الفارس يحظى بهذه السيرة الممتدة من الفداء والتضحية. لا تلين له عزيمة ولا تلين له قناة.
فقد كان الشيخ خضر عدنان من أبرز أيقونات هذه المعارك الصامتة جنبا إلى جنب مع الأسرى ، لكن الأمر الأكثر تميزا لهذا البطل أنه خاض التجربة /6/ مرات جعلت منه الفارس المخضرم الذي يتقن معاركه ويهزم سجانه في كل مرة، ويثبت للسجان أنه صاحب الكلمة العليا في هذه المعركة .
يمضي اليوم الشيخ خضر عدنان متباهيا وقد عاش حياة الأبطال ومات ميتة الشرفاء ،ليشهدوا جميعا على حجم الجريمة التي عاشها الاسرى داخل هذه الأقبية المظلمة الباردة التي تنتهك الكرامة والإنسانية وتحمل بين جنباتها قصصا طويلة من البؤس والظلم ،هذه التضحية هي امتداد للتضحيات المبذولة والدماء المسفوكة وآهات وعذابات حصدت أرواح الأسرى .
فمنذ عام /1997/ وهويناضل ويدافع عن كرامة الأسرى في سجون الاحتلال ، ويفضح جرائمه في السجون ، ويزرع القيم الوطنية في كل فلسطيني وينادي بالوحدة الوطنية وحماية القدس من المخططات الصهيونية ، عاش الشيخ عدنان حياة المقاوم المقدام مؤمن برسالته .
اسم سيبقى في قلوب كل الفلسطينيين ، الأيقونة الوطنية التي لم تنحني يوما ، متحديا كافة أوجه الظلم من احتلال غاصب ، تحدى السجان الصهيوني ، الرجل المقدام رحل بعد مسيرة من النضال والعطاء من أجل وطنه فلسطين ، جريمة قتل الاحتلال للشيخ خضر تضاف إلى لائحة جرائمه .
وماتدعى به مؤسسات حماية حقوق الإنسان الدولية تعمل وفق ازدواجية وانتقائية في المعايير ، وصمت المجتمع الدولي هذا ماشجع الاحتلال على مواصلة بطشه وتنكيله بأبناء الشعب الفلسطيني وارتكابه مزيدا من الجرائم .
لكن المقاومة ستواصل طريقها بكل قوة وإصرار، وسيدفع الاحتلال الثمن ، والشعب الفلسطيني سيصعّد بكل الوسائل والأدوات كافة أشكال المقاومة والتصدي لجرائم الاحتلال بحق الأسرى وارض المقدسات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق