أعلان الهيدر

الخميس، 16 فبراير 2023

الرئيسية تقرير - متى سيتم صرف شيكات الشؤون الاجتماعية

تقرير - متى سيتم صرف شيكات الشؤون الاجتماعية




 في زاوية من زوايا منزلها في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، تجلس السبعينية فادية عبد الحميد، فيما بدت علامات الكدر والأسى على وجهها الذي اكتسى بتجاعيد الزمن.


وتعتاش عبد الحميد وهي مريضة ضغط وسكر، على مخصصات الشؤون الاجتماعية، وتراقب سماع أي خبر يثلج صدرها ويدخل الفرح إلى قلبها حول موعد صرف تلك المخصصات، في وقت لا يوجد فيه أي معيل لها ولأبنائها الثلاثة.


وبنبرة حزينة، تقول السيدة في حديثها لـ "الرأي": "في كثير من الأحيان لا نجد في البيت ما يسد رمقنا من الجوع، ونكتفي بتناول الزعتر مع الشاي"، موضحةً أنها تحتاج إلى بعض الأدوية كالفيتامينات والمقويات، كونها تعاني من آلام شديدة في العظام، ولكنها لا تتمكن من شرائها بسبب العجز.


وتعتبر مخصصات الشؤون مصدر الرزق الوحيد لآلاف العائلات الفقيرة بغزة، في ظل ارتفاع نسب البطالة والفقر جراء استمرار الحصار المفروض على القطاع منذ 17 عاماُ على التوالي.


وفي كل مرة تعلن فيه وزارة التنمية برام الله، عن تحديد موعد وتاريخ معين لصرف مستحقات الشؤون، تترقب معه العائلات الفقيرة بغزة وتنتظر حصولها على المخصصات، إلا أن آمالهم وأحلامهم تتبخر عقب التأجيل والمماطلة والتلكؤ في الصرف.


مرضى بالانتظار


ومع تأخر صرف تلك المخصصات، تتفاقم معاناة تلك الأسر الفقيرة، التي أنهكتها الظروف القاسية ودفعت بالكثير منها إلى الاستدانة من البقالة والصيدليات ومحال الخضار والمواد الغذائية.


سهى بسام لم يكن حال عائلتها بأفضل من حال غيرها من العوائل التي تنتظر بترقب مخصصات الشؤون الاجتماعية، فوالدها أجرى عملية سرطان بالمثانة وفاقد للسمع والنطق.


تقول الشابة الثلاثينية في حديثها لـ "الرأي": "إن مخصصات الشؤون مصدر الرزق الوحيد للعائلة في ظل مرض الوالد، وكافة أفراد الأسرة يعتاشون منها"، مبينةً أن تأخر صرف تلك المستحقات ساهم في تراكم الديون على العائلة.


 مهدد بالطرد


أبو محمد حسين هو الآخر يعتاش على مخصصات الشؤون الاجتماعية، برفقة عائلته المكونة من تسعة أفراد، في وقت يعاني من مشاكل نفسية، لا يستطيع معها العمل وتوفير لقمة العيش لأسرته.


ويسكن أبو محمد في منزل للإيجار، ويقوم بدفع الايجار الذي يتراكم عليه لأشهر طويلة دفعة واحدة من المخصصات المالية للشؤون الاجتماعية، إلا أن تأخرها فاقم من معاناة الأسرة في وقت لا يوجد فيه أي دخل سوى من بعض حاجيات الأطفال كالعصير والشبس والعصائر التي يقوم ببيعها للأطفال، والتي لا تسد جزء بسيط من الاحتياجات اليومية.


ويقول في حديثه لـ "الرأي": "في كل مرة أتأخر فيها عن دفع إيجار المنزل يهددنا صاحب المنزل بالطرد، وأضطر مع تهديداته التي لا تتوقف إلى التوسل له، ووعده بأن أدفع له في حال تم صرف مخصصات الشؤون، إلا أن تأخر صرفها سبب لي الأذى ولعائلتي".


لا موعد للصرف


من جهتها، نفت المتحدثة باسم وزارة التنمية الاجتماعية بغزة عزيزة الكحلوت في حديثٍ لـ "الرأي" وجود أي معلومات جديدة حول موعد صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية لمستحقيها.


وكان مسؤول مكتب الإعلام والاتصال في الاتحاد الأوروبي بالأراضي الفلسطينية شادي عثمان، أعلن في مطلع فبراير الجاري، عن تحويل الاتحاد الأموال المخصصة لصرف دفعة جديدة من شيكات الشؤون الاجتماعية للجهات المختصة برام الله.


وقال عثمان في تصريح سابق لوكالة "الرأي": "إن وزارة التنمية الاجتماعية برام الله هي الجهة التي تحدد موعد صرف الدفعة".


وكانت وزارة التنمية برام الله، أعلنت في تصريحات سابقة أنها ستصرف شيكات الشؤون نهاية ديسمبر الماضي، لكنها تراجعت بسبب عدم وصول الأموال المخصصة للصرف من قبل الجهات المانحة.


وتُغطى مخصصات الشؤون الاجتماعية من ثلاث جهات بنسب متفاوتة، 60% من موازنة السلطة و37% من الاتحاد الأوروبي، و3% من البنك الدولي.


ويبلغ عدد الأسر الفقيرة المستفيدة من مخصصات الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة نحو 81 ألف أسرة، وفي الضفة 36 ألف أسرة، بنظام دفعة شهرية تتراوح من (700) شيقل إلى (1800) لكل أسرة كل ثلاثة أشهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.