لاتَـقلْ للنـاسِ إنِّي صـرْتُ شاعرْ
فـي بـحـورِ الشعـرِ سباحٌ وماهـرْ
***
يـنسجُ الـحـرفَ كــفرسانِ الـهوا
يخطفُ الأضواءَ مثلَ النجمِ باهرْ
***
بــهـلــوانٌ لايـُـجـارى مــطـلـقـاً
سـاحـرٌ قـد يـَقْلـبُ المنديلَ طـائرْ
***
إنَّــمـا الـشـعرُ شـعــورٌ صــادقٌ
يبعث الاحساس في عمق الضمائرْ
***
يـجعل الـحـرف سـلاحــا فـاتـكا
نـاصراً لـلحق مـثل الـسيف باتـرْ
***
لـم يـكنْ مـحضُ خـيالٍ يــرتجى
أو شـعورٍ فـي ثـنايا الـفكرِ خائـرْ
***
بـل نـزيفٌ مـن شـرايين الجـوى
و جُـمـوحٌ عـارمٌ كـالسيلِ هــادرْ
***
أو كـماالأعصارُ يـجـتـاحُ المدى
نـاشطاً مـثلَ هـبوبِ الـريحِ ثـائـرْ
***
يـستمدُّ الحـبرَ مـن جـرحِ الأسى
لـيصوغَ الآهَ لـحناً فـي الـحناجرْ
***
هـلْ لنـا نكـتبُ شعـراً في الهـوى
وأمــانـينـا تـلاشتْ فـي الـمـقابـرْ
***
فـالعيـونُ الخضرُ ماتـتْ خِـلسةً
والـرزايا شـيّبتْ سـودَ الـضفائرْ
***
لــم تــعدْ أعـشاشُـنا فــي مـأمـنٍ
فـغـدونا مثـلَ عـصفورٍ مـهاجرْ
***
وئـِــدتْ أحـلامَـنا فــي مَـهـدِها
والأســى يـجـثمُ فـيـنا لا يـغـادرْ
عبدالناصر عليوي العبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق