أعلان الهيدر

الجمعة، 14 أبريل 2023

الرئيسية ناجي العلي، وغسان كنفاني، توأم الشغب، والسحر، والمصير.

ناجي العلي، وغسان كنفاني، توأم الشغب، والسحر، والمصير.



يوسف شرقاوي.

ناجي العلي، فنان الكاريكاتير، وليس الرسام، إذ أن ناجي اعتبر أن الرسام أقرب للبيروقراطية عدوة الثورات، هذا الفنان الذي استطاع أن يحرر صفحات في الصحف ليحولها إلى مسرح يومي، يفرغ على خشبته يوميا أرشيف ذهنه ووعيه لتغيير الواقع.

لذلك يعتبر وبلا منازع أنه يعبر عن لغة سياسية، تطورت لتصبح لغة إنسانية، وهذا ما لمَّح إليه غسان كنفاني، ونبًّأه به في اللقاءات الأولى في المخيم الذي شاغب ناجي على حيطانه، ليحرض أترابه على المشاغبة.

حينئذ اتفق التوأم غسان، وناجي دون أن يوقعا عقدا بينهما "مشاغبان ساحران، تدربا ليسبقا عصرهما" ولإصرارهما في الثورة على الواقع.

غسان يشاغب بالكتابة، وناجي يشاغب بالفن، جمعهما الشغب، والسحر، والمصير.

فرقهما الموت في بيروت 8/ تموز/ 1972. ثم عاد ليجمعهما في لندن 29/ آب/ 1987.

أصر ناجي أن يرافقه في عمله المسرحي اليومي حنظلة، لكي يصوب عمله نحو قضايا شعبه الأهم، بل هو ذلك المشاغب حافي القدمين حنظلة، والذي لايحتمي بفصيل، أو بقبيلة سياسية، بل يحتمي بقضية أكبر من الفصائل والقبائل، أو الفصائل القبائل.

بدأ فنانا يفرغ غضبه على حائط المخيم، ثم على البقعة الإعلامية التي تمكن من تحريرها بريشته، ثم إنتهى به المشوار بنزيف دمه جراء طلقة غدر على شوارع من كان سببا في إقتلاعه من وطنه.

ناجي، نعم 40 ألف عمل كاريكاتوري، في عالم كاريكاتوري، أي 40 ألف عمل مسرحي مكثف، إعتصرت ذهنك لتصل رسالتك عبر حنظله.

عبقريتك، ساعدتك بأن لايعرف من كان ينتظر ملهوفا الصفحة الأخيرة في أي صحيفة عملت بها، ليشاهد ذلك العرض المكثف لمسرحيتك الجديدة "الكاريكاتير الأخير" دون أن يعرف أنك أنت حنظلة.

صحيح أنك قضيت برصاصة غدر، لكنك لازلت ماثلا أمامنا، مكملا المشوار، يديك خلف ظهرك، ولن يهزمك كل رصاص القبائل والفصائل الأنظمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.